روائع مختارة | قطوف إيمانية | في رحاب القرآن الكريم | حرق المصحف.. والحقد على الإسلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > في رحاب القرآن الكريم > حرق المصحف.. والحقد على الإسلام


  حرق المصحف.. والحقد على الإسلام
     عدد مرات المشاهدة: 3287        عدد مرات الإرسال: 0

 أقدم القس الأمريكي "واين ساب" على حرق نسخة القرآن الكريم في إحدى ولايات فلوريدا الأمريكية داخل كنيسة صغيرة، تحت إشراف "تيري جونز" الذي أثار في سبتمبر الماضي موجة من الإدانات بشأن خطته لإحراق كومة نسخ القرآن في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

مستغلًا الأحداث التي تعصف بالمنطقة الإسلامية، وخصوصًا العربية، وثورة الشعوب الإسلامية التي أطاحت بنظامين مجرمين، وما زالت المنطقة تعيش مخاض التخلص من البقية الباقية من هذه الأنظمة المجرمة.

 ولم تلق هذه الحادثة جانبًا كبيرًا من الاهتمام؛ لأن الدماء المسلمة تُسال على كل الأصعدة وفي كل البلاد، والمصاحف تُداس داخل المساجد، والحرمات تنتهك، كما حدث على يد قوات المجرمَيْن القذافي وبشار في ليبيا وسوريا عندما دخلت قوات المجرم بشار إلى المسجد العمري في درعا، وكما حدث على يد قوات الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، لدى دخولهم المساجد وتمزيق المصاحف، وذلك كما أظهرت الأفلام التي نشرتها القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية.

 فالصورة واحدة في هذين البلدين، قتل أبناء الشعب؛ لأنهم قرروا أن يتخلصوا من عبودية النظامين المجرمين، اللذين حكما البلدين أكثر من أربعين سنة.. يقول رسول الله: "زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم"[1].

 الشعوب المسلمة مصابة بكبريائها، مكلومة بفقدان شبابها، محزونة بالاعتداء على مقدساتها، وكل هذا كان من الممكن أن يهون إزاء الحقد الغربي على الإسلام؛ لأن الحقد من البعيد غير مستبعد، فهم أعداء لهذا الدين منذ وُجِد، وهم حرب لعباد الله المخلصين في كل آنٍ وحين..

يقول الله: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8]. ولكن أن يأتي هذا العداء والبغض من أناسٍ ينسبون أنفسهم إلى الإسلام، ويرفعون شعارات المقاومة والدفاع عن الإسلام وتحرير البلاد، فهذا أمر يعجز القلم عن وصفه، ويحار الفكر في تصديقه.

 فقد صدمنا جميعًا عندما أقدم إيرانيون على حرق القرآن الكريم، متهمين هذا القرآن بأنه يدعو إلى الحقد والبغض ويجب حرقه، وسط قذفهم العرب والمسلمين بالشتائم والطعن بالقرآن الكريم، واعتباره أنه السبب في تخلف الإيرانيين والعالم، وذلك من خلال (فيلم) من ترجمة ونشر الموقع الأحوازي، أظهر فيه إقدام إيرانيين على حرق نسخة من القرآن الكريم.

 وهنا سيقول قائل بأن هذه الأمور هي أمور فردية، وليس للحكومة الإيرانية أيُّ دخل بهذا، ولكن عندما نطالع هذه الأخبار ستنجلي الحقائق لهذا السائل، ويعلم بأن "الحقد على العرب" هو سياسة انتهجتها دولة الآيات في إيران منذ نشأتها إلى هذه اللحظة، وأنها رغم ادعائها أنها تمد يد العون إلى العرب إلا أن واقعها يكذِّب هذا، ويؤكد أن العدو الوحيد لهم هم العرب؛ لأن العرب هم الذين قضوا على حضارة فارس، وأطفئوا نارهم إلى أبد الآبدين:

 أولًا: إصرارهم على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي.

 ثانيًا: محاربة اللسان العربي داخل إيران، وتضييق الخناق على العرب الأحواز والبلوش داخل إيران، ومنعهم من التكلم باللغة العربية، والتسمي بأسماء عربية داخل دوائر الدولة، ومنعهم من الترشح إلى الرئاسة، مشترطين أن يكون الرئيس فارسيًّا اثني عشريًّا، مع أن العرب يمثلون نسبة كبيرة في المجتمع الإيراني.

 ثالثًا: تصفيتهم للفلسطينيين والعرب في العراق، وطرد الفلسطينيين إلى خارج العراق بعد قتل العديد على يد قوات الصدر الإيراني، ثم يزعمون أنهم يريدون تحرير القدس!! وإذا ما تم لهم هذا، فما الذي سيفعلونه بالفلسطينيين الذين هم في أرض فلسطين؟!

 رابعًا: في تصريح لمسئولين إيرانيين لصحيفة "ويك أند" الدنمركية، والتي نقلتها عنها صحيفة "داغ بلادت" النرويجية في الشهر الخامس من سنة 2009م، أكد هذان الإيرانيان "محمد رضائي" و"مهدي سفاري" -وهما مسئولان في الخارجية الإيرانية، والأخير نائب لوزير الخارجية الإيراني- بأن العرب هم بدو وهمج صحراء، وأن حضارة العرب طارئة ومرتبطة باكتشاف النفط كقطر والبحرين، مفتخرين بأن حضارة الفرس تعود لآلاف السنين، رافضين بشدة ربط الفرس بالعرب.

 وعرض المسئولان خرائط قديمة تبلغ نحو ستة آلاف خريطة، تشير إلى الخليج العربي باسم "الخليج الفارسي"، واتهما الدول العربية خاصة الخليجية منها برشوة الإعلام الغربي لكي يُتبع كلمة "الخليج" بصفة "العربي"، وأكدا أن هذه المحاولات من الدول العربية لن تنجح في ذلك.

 رابعًا: تناقلت العديد من المواقع الإيرانية، وأشهرها موقع "بالاترين" الذي يتصفحه الملايين من الإيرانيين سنويًّا، فيديو لشاعر إيراني يُدعى "مصطفى بادكوبه أي" وهو يلقي قصيدة بعنوان (إله العرب)؛ احتجاجًا على برنامج تلفزيوني حكومي قال فيه أحد المشاركين: إن العربية هي لغة أهل الجنة، ثم نعت العرب الذين وصفهم بالأعراب بأسوأ التعابير والألفاظ.

 ويقول الشاعر في قصيدته التي ألقاها في مؤسسة ثقافية حكومية في مدينة "همدان" غربي إيران مخاطبًا الله: "خذني إلى أسفل السافلين أيها الإله العربي، شريطة أن لا أجد عربيًّا هناك". ويقول: "أنا لست بحاجة لجنة الفردوس لأني وليد الحب، فجنة حور العين والغلمان هدية للعرب". ويختم قصيدته وسط تصفيق الجمهور الذي وصفه أحدهم بأسد الأدب الإيراني: "أقسمك يا إلهي يا رب الحب أن تنقذ بلادي من البلاء العربي".

 كل هذه التصريحات تؤكد أن هذه الآيات الإيرانية -وأقصد بهم الآيات الشيطانية التي تتخذ المقاومة وادّعاء الإسلام وسيلة لبثِّ حقدهم على كل ما يمتُّ إلا الإسلام بصلة- يكرهون الإسلام ويكرهون اللغة العربية، ويكرهون كل شيء يمت إلى العربية، ويكرهون الرسول العربي وصحابته الكرام الذين أدخلوا فارس في الإسلام، ويكرهون أبناءهم، ويكرهون الله الذي أطلقوا عليه "إله العرب"؛ لأنه اختار محمدًامن العرب، ولم يختاره يهوديًّا أو إيرانيًّا.

 وهذا ما أكد عليه الخميني بقوله: "إننا لا نعبد إلهًا يقيم بناء شامخًا للعبادة والعدالة والتدين، ثم يقوم بهدمه بنفسه، ويُجلِس يزيدًا ومعاوية وعثمان وسواهم من العتاة في مواقع الإمارة على الناس، ولا يقوم بتقرير مصير الأمة بعد وفاة نبيه"[2].

ويقول نعمة الله الجزائري: "إنا لا نجتمع معهم على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك بأنهم يقولون: إن ربهم هو الذي كان محمد نبيه، وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر، ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا"[3].

 وإذا كان الجانب الأمريكي أعلن وعلى لسان أوباما بأنه يرفض الاعتداء على المقدسات، ولو كان القرآن الكريم، وأن هذا العمل عمل فردي، فإن الجانب الإيراني اكتفى بنشر قصيدة "إله العرب" على مواقعه بعد أن فتح المجال لهذا الشاعر بأن يلقي قصيدته من داخل مؤسسة رسمية إيرانية، ولم يعلق بشيء على قضية حرق القرآن الكريم من قِبل مجموعة من الحاقدين على المسلمين والعرب، يؤكد أن هذا هو الفكر الذي يمثِّل هذه الدولة المجرمة، وأن ادعاءها أنها تحب المسلمين والعرب ليس سوى أباطيل!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

[2] الخميني: كشف الأسرار ص23.

[3] الأنوار الجزائرية 2/278.

الكاتب: أحمد النعيمي

المصدر: موقع قصة الإسلام